الفينيقيون

أعادت رحلة السفينة فينيقيا التي انطلقت من جزيرة أرواد التي استوطنها الفينيقيون في
الألف الثانية قبل الميلاد رسم صورة أول رحلة بحرية يعتقد أن البحارة الفينيقيين كانوا
قد قاموا بها عام 600 قبل الميلاد وسلطت الضوء على حضارة الفينيقيين التي بدأت عام
1200 قبل الميلاد على ساحة ما يعرف الآن بسورية ولبنان وفلسطين حيث استمرت قرابة
الألف عام

وعرفت الحضارة الفينيقية بأنها أول أمة بحرية في التاريخ امتدت إلى أصقاع الأرض فهي تقع
في الطرف الغربي لقارة آسيا وتمتد من جبل الكرمل جنوبا إلى أوغاريت قرب مصب العاصي
شمالا

والفينيقيون هم في الأساس مجموعات من القبائل الكنعانية التي استقرت منذ الألف الثالث قبل
الميلاد على السواحل الشرقية للبحر المتوسط من شمالي مصب العاصي وحتى سيناء ومن
العقبة والبحر الميت وحتى الجزيرة الفراتية وعرفت المنطقة الساحلية باسم بلاد كنعان
أما تسمية الفينيقيين فمن المرجح أنها أطلقت على البلاد التي شهدت ولادة الأرجوان
الذي عرفته مدن الساحل وأطلقه اليونانيون على العاملين بهذه التجارة

أنشأ الفينيقيون حوالي 25 مدينة كانت في معظمها مستقلة الواحدة عن الأخرى
وأشهرها مدينة صور وصيدا وجبيل وأرواد وأوغاريت

تركز عمل الفينيقيين على البحر فعملوا بصيد السمك والإسفنج والملاحة وصناعة السفن وكانت
عبارة عن مراكب شراعية تتألف من سارية واحدة وشراع مربع ومجاديف يدوية اعتمد عليها
الفينيقيون في تجارتهم وأسفارهم وتبادل صناعاتهم مع الدول الأخرى المجاورة لها
والبعيدة عنها

كما برع الفينيقيون في صناعات عديدة منها صناعة العاج والزجاج والأقمشة الأرجوانية
اللون والزهريات الحادة القعر والفخاريات وساهم اطلاع الفينيقيون على صناعة الحديد في
الألف الثاني قبل الميلاد في صناعة الخزف

و كانوا يقلدون الصناعة المصرية الكرتيتية والميسينية ما مكنهم من بلوغ منزلة عظيمة في
الصناعة والفن ومنها صناعة الفخار والزجاج وهي محفوظة الآن في متحف طرابلس بلبنان

أما بالنسبة للتجارة في فينيقيا فقد بلغت أعلى درجاتها وتنوعت الأغراض التي تاجروا فيها فكان
منها الصباغ الأرجواني والأقمشة والزجاج والمعادن والفخار والنبيذ والغار والأرز والخشب

ويعد اختراع الأبجدية من أعظم ماقدمته الحضارة الفينيقية للبشرية حيث ابتكرت هذه
الكتابة عام 1100 قبل الميلاد وتألفت من 22 حرفا يمثل كل واحد منها صوتا معينا
وتأثر الفينيقيون بالكتابة السومرية والمصرية القديمة ثم طوروها
مع مرور الزمن ونشروها في جميع بلاد العالم

يشار إلى أن رحلة سفينة فينيقيا انطلقت من جزيرة أرواد إلى طرطوس وستقطع بعد ذلك
17 ألف ميل خلال دورانها حول افريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح
قبل أن تعود إلى سورية في أيار القادم ومنها إلى المتحف البريطاني في لندن كجزء
من معرض الحضارة الفينيقية الذي سيقام في العامين المقبلين

ويبلغ طول السفينة 5.21 مترا وعرضها ستة أمتار وارتفاعها من المنتصف 5.2 وتحمل سارية
خشبية أيضا مثبتا عليها شراع من القماش المقاوم وتتراوح حمولتها بين 100-150 طنا
ويتألف طاقمها الحالي من عشرين بحارا قابلا للزيادة وتسير بوساطة الشراع والمجاذيف

» المغرب القديم:الفينيقيون والقرطاجيون