Anwar
عدد المساهمات : 220 نقاط : 666 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 13/12/1995 تاريخ التسجيل : 19/05/2010 العمر : 28
| موضوع: لمن ترك الصلاة الأربعاء 19 مايو 2010 - 15:41 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا مَنْ يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.. وبعد :
فإن الله تبارك وتعالى من فضله ونعمه السابغة أن فرض على هذه الأمة خمس صلواتٍ في اليوم والليلة صلةً بين العبد وسيده وبين المملوك ومالكه وبين الذليل والعزيز والضعيف والقوي وبين العاجز الفقير وبين ربه القدير الغني.. فكم لله تعالى مِنْ حكمة ظاهرة وخافية ومعلومة ومجهولة في هذه الفريضة العظيمة التي بُني عليها هذا الذين الحنيف فهي عاموده الذي يقومُ عليه وأول ما يحاسب العباد عنه فإن صلحت وقُبلت قبل سائر أعمالهم وإن رُدت رُدُّ عليهم سائرُ أعمالهم . قال الإمام ابن القيم ( [1]) رحمه الله تعالى : « قال الإمام أحمد : وقد جاء في الحديث « لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة » - وقد كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الأفاق.. إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . قال : فكل مستخفٍ بالصلاة مستهين بها ، فهو مُستخف بالإسلام مستهين به ، وإنما حظهم في الإسلام على قدر حظهم في الصلاة ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة .. ( يقول الإمام أحمد ) فاعرف نفسك يا عبد الله واحذر أن تلقى الله " غداً " ولا قدر للإسلام عندك فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك . وقد جاء الحديث عن النبي r أنه قال : " الصلاة عمود الدين " ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط ولم ينتفع بالطنب والأوتاد .. وكذلك الصلاة في الإسلام . وجاء الحديث أن أول ما يسئل عنه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة ، فإن تُقبلت منه صلاته تقبل منه سائر عمله، وإن رُدت عليه صلاته رُدَّ عليه سائر عمله . فصلاتنا آخر ديننا ، وهي أول ما نسأل عنه غداً من أعمالنا يوم القيامة ، فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين إذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام " هذا كله كلام ُ أحمد . والصلاة أول فروض الإسلام وهي آخر ما يذهبُ منه فهي أول الإسلام وآخره فإذا ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه . قال الإمام أحمد : كل شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعه فإذا ذهبت صلاة المرء ذهب دينه " ( [2]) انتهى . هذا كلام الإمامين رحمهما الله تعالى في مكانة الصلاة وعظم هذه الأمانة ولو انتقلنا إلى الواقع الآن لوجدنا ما يُفتت الأكباد ويعصر القلوب عصراً أن لا نرى من يقيم لهذه الفريضة وزناً . ولا نرى من يصلي إلا النزر القليل من هذا الغثاء كغثاء السيل فهذه فريضة رب العالمين طمع عنها طُماع الدنيا وتخلى عنها من أعرض عن ذكر ربه وتخلى .. ولا حول ولا قوة إلا بالملك الأعلى .. نسأل الله الإعانة لما نحن بصدده من بحث وتفتيش عن حكم جلسات الصلاة وحكمِها لنحقق الإتباع فيها للقدوة العظمى والأسوة الحسنى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا كما قال ربنا جلَّ وعلا: ) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [ ( [3]) وقد جعلت في هذا البحث كلُ جلسةٍ على حده ( [4]) لنفصل فيها أحكامها وما يتعلق بموضوعها من أدلة ووصف وبيان لمواضعها في الصلاة ومسائلها وترجيح اختلاف الأئمة فيها وأقوالهم رحمهم الله جميعاً . والله أسأل التوفيق والتسديد والإعانة إنه نعم المعين والله أعلم.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . | |
|