رغم أن الهدف الأساسي من إجراء الامتحانات هو قياس مستوى تحصيل الطالب خلال العام الدراسي، إلا أن الضغط والقلق اللذين يصاحبان هذه الفترة يحولان في غالب الأحيان دون حصول الطالب على نتائج تعكس مستواه الحقيقي، لذلك يبقى من الضروري الاستعداد نفسيا لهذه الامتحانات لتجنب تحولها لكابوس يقض مضجع الآباء والأبناء
.
تعتبر أمينة باجي رئيسة جمعية «تواصل وتحاور» أن التحضير للامتحان عملية لا تخص الطالب وحده بل تشمل الأسرة والأساتذة أيضا. ووعيا من هذه الجمعية بأهمية هذه الفترة خصصت قافلة للإنصات والتحاور مع التلاميذ والطلبة شملت مجموعة من المؤسسات التعليمية. وقامت خلالها مجموعة من الأطباء والاختصاصيين النفسانيين بالتواصل مع الطلبة والتلاميذ الذين أجمعوا على أن الامتحان يشكل هاجسا يخلق الخوف ويضعف الثقة بالنفس، خاصة مع طول المقرر والضغط الأسري. وتؤكد الدكتورة سميرة شمعاوي، طبيبة نفسانية، أنه من الضروري تعويد التلاميذ والطلبة على مواجهة فترة الامتحان بشجاعة واعتبارها جزءا من الاختبارات التي نجتازها في حياتنا اليومية، ووسيلة لإبراز قدراتنا والانتقال إلى مستويات دراسية أعلى عوض اعتبارها غاية في حد ذاتها. ولا يتأتى هذا الأمر إلا عبر الاستعداد للامتحان على طول السنة، لكن الفترة القليلة التي تسبق الامتحان تبقى مهمة لأنها المرحلة التي يركز فيها الطالب جهوده أكثر. كما تؤكد الدكتورة على أن القلق الذي يصاحب فترة الامتحانات مسألة طبيعية، يجب استغلالها إيجابيا لتكون محفزا على العمل والاجتهاد بدل تحويلها إلى عائق.
ويمكن تقسيم الاستعداد للامتحانات إلى ثلاثة أدوار أساسية: دور الاسرة: يعتمد على تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات، خاصة إذا كان الطالب في المراحل النهائية، مما يعني انتقاله إلى مستوى دراسي آخر. أول إجراء هو تخصيص مكان للمراجعة تتوفر فيه الاجواء الصحية اللازمة، من الإضاءة الجيدة والبعد عن الضوضاء وأجهزة التسلية، خاصة التلفاز، التي قد تبعد الطالب عن الدراسة أو تشوش على تركيزه. ومن المهم أيضا تجنيب الطالب المشروبات المنبهة والاستعاضة عن