[color=#000066]
أخي
الكريم .. اختي الكريمة
اشكل
على الكثير منا في الآونة الأخيرة ما ظهر من الأناشيد التي
تطور فيها البعض حتى يظن أنها موسيقى وغناء من المؤثرات
وغيرها من خلال القاء المنشد وبعضهم توسع في ادخال
الدف والطار والايقاع
فهل
هذا جائز ؟وما حكمه في الشريعة ؟نضع بين يديكم القول السديد في حكم النشيد من فتاوى
العلماء على قسمين
:
أولا : الصوت الآحادي
وهذا الصوت كان في الفترة السابقة بحيث كان المنشد
ينشد وحده من غير مؤثرات ويرد عليه آخرون
اعتَبَرَت اللجنةُ
الدائمةُ للإفتاءُ الأناشيدَ بديلاً شرعيّاً عن الغناء المحرّم
إذ جاء في فتاواها ( يجوز لك أن تستعيض
عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم و
المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين
، و يهُزُّ العواطف الإسلامية ، و ينفر من الشر و دواعيه ،
لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، و
تُنَفِّر من معصيته تعالى ، و تَعَدِّي حدوده ، إلى
الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، و الجهادِ في سبيله . لكن
لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، و عادةً يستمر عليها بل يكون ذلك في
الفينة بعد الفينة ، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه ،
كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه ، و عند فتور الهمم
لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ، و عند نزوع
النفس إلى الشر و جموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه . و خيرٌ من ذلك أن
يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، و وِرداً من
الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، و
أطهر و أقوى في شرح الصدر و طُمأنينة القلب . قال تعالى : (
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ
يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [
الزمر : 23 ] ، و قال سبحانه : ( الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ
مَآبٍ ) [ الرعد : 28 ، 29 ] . و قد كان دَيدَن
الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و
عملاً ، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل
حفرِ الخندق و بناء المساجد و في سيرهم إلى الجهاد و
نحو ذلك من المناسبات دون أن يجعلوه شعارهم و يعيروه
جلّ همهم و عنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم و يهيجون به مشاعرهم
)
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله : ما حكم استماع أشرطة الأناشيد
الإسلامية ؟
جـ: الأناشيد تختلف فإذا كانت
سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة
الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء
والاستعداد للأعداء ، ونحو ذلك ، فليس فيها شئ . أما
إذا كان فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشفهن
عندهم أو أي فساد كان فلا يجوز استماعها
.
س: وسئل الشيخ - الألباني - رحمه الله : ما هو حكم
الأناشيد المتداولة بين كثير من الشباب، ويسمونها: (أناشيد إسلامية)؟
جـ: إذا كانت هذه الأناشيد ذات معان
إسلامية ، وليس معها شئ من المعازف وآلات الطرب
كالدفوف والطبول ونحوها ، فهذا أمر لا بأس به. ولكن؛ لابد من بيان شرط مهم
لجوازها، وهو: أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ، كالغلو
ونحوه . ثم شرط آخر ، وهو عدم اتخاذها ديدناً ، إذ ذلك
يصرف سامعيها عن قراءة القرآن الذي ورد الحض عليه في
السنة النبوية المطهرة ، وكذلك يصرفهم عن طلب العلم النافع، والدعوة إلى
الله سبحانه ، أما استعمال الدفوف مع الأناشيد، فجائز
للنساء فيما بينهن دون الرجال ، وفي العيد والنكاح
فقط .
سئل الشيخ ابن عثيمين عن التفصيل في مسألة الأناشيد
وكذلك حكم بيعها؟ الشيخ: أي أناشيد؟ السائل: الأناشيد الإسلامية التي
تباع في التسجيلات .
جـ : لا أستطيع أن أحكم عليها لأنها
مختلفة لكن أعطيك قاعدة عامة
:
1/
إذا كانت الأناشيد
مصحوبة بدف فهي حرام لأن الدف لا يجوز إلا في حالة
معينة لا في كل وقت, ومن باب أولى إذا كانت مصحوبة بموسيقى أو
طبل .
2/ إذا كانت خالية من ذلك نظرنا:
هل أنشدت كأنشودة الأغاني الماجنة فهذه أيضاً لا تجوز لأن
النفس تعتاد هذا النوع من الغناء وتطرب له، وربما تتجاوز إلى
الأغاني المحرمة .
3/ إذا كانت هذه الأناشيد من فتيان أصواتهم فاتنة, يعني: قد
تحرك الشهوة أو قد يستمتع الإنسان بالصوت دون مضمون
القصيدة فهذه أيضاً لا تجوز .
أما إذا
كانت أناشيد حماسية على غير الوجه الذي قلت لك فليس بها بأس, لكن خير
من ذلك أن يستمع إلى القرآن أو يستمع إلى محاضرة جيدة مفيدة,
أو يستمع إلى درس من دروس العلماء، هذا أفضل, يستفيد
فائدة دينية وفائدة أنه يسهل الطريق على الإنسان لأن
الإنسان ربما يضرب الطريق مثلاً من مكة إلى المدينة يحتاج إلى أشياء توقظه
.
السائل: لكن ما
حكم بيعها؟
الشيخ: أعطيك قاعدة: كل ما حرم استعماله حرم بيعه لقول
الرسول عليه الصلاة والسلام: (إن الله إذا حرم شيئاً حرم
ثمنه ).
قال الشيخ ابن جبرين ( حفظه
الله ) : النشيد هو قراءة القصائد
إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ،
وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه
الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك
النغمات. ولكن المختار عندي: جواز ذلك- إذا سلمت من المحذور-
وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية
والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال،
وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في
فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة، وهي بعيدة عن
الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد
ثانيا : الأناشيد المطورة في عصرنا الحالي
قال الشيخ ابن
عثيمين رحمه الله : الأناشيد
الإسلامية كثُرَ الكلام حولها ، و هي أول
ماظهرت كانت لابأس بها ، ليس فيها دفوف ، و تُؤدَّى تأديةً
ليس فيها فتنة ، و ليست على نغمات الأغاني المحرمة ،
لكن تطورت و صارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفاً
، و يمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ. ، ثم
تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك:
أصبح في النفس منها شيء و قلق ، و لايمكن للإنسان أن
يفتي بإنها جائزة على كل حال و لا بإنها ممنوعة على كل
حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة ، أما إذا كانت
مصحوبة بدُفٍ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي
تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة ،
فإنّه لايجوز الاستماع إليها