[size=25]
[/size]الأحاديث التي فيها ذكر
النفاق قال محمد: حدثني إسحاق، عن أحمد، عن ابن وضاح، عن ابن أبي شيبة
قال: حدثني عبد الله بن نمير قال: حدثنا الأعمش، عن عبد بن أبي مرة، عن مسروق، عن
عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أربع من كن فيه كان فيه
منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث
كذب، وإذا وعد خلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر .
نعم، وهذا الباب في ذكر الأحاديث التي فيها النفاق، الباب السابق
ذكر الأحاديث التي فيها الشرك والكفر، وهذا مثل الباب السابق، الأحاديث التي فيها
ذكر النفاق فيها تفصيل: إن كانت الأحاديث التي فيها ذكر النفاق، إذا كان يظهر
الإسلام ويبطن الكفر فهو نفاق أكبر يخرج من الملة، كأن يكون الشخص مكذبا لله ورسوله
في الباطن، أو يحب ظهور الكفر أو يكره انتصار الإسلام، فهذا كفر أكبر يخرج من
الملة، وأما إن كان من المعاصي فهو نفاق أصغر لا يخرج من الملة، مثل الكذب في
الحديث، مثل ما ذكر في هذا الحديث، حديث عبد الله بن عمرو:
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا
.
هذا الحديث سنده ضعيف، فيه إسحاق، وفيه ابن وضاح، فيهما كلام كما
سبق، لكن متن الحديث صحيح، أخرجه الشيخان والبخاري في الصحيح ومسلم في الصحيح،
كلاهما من طريق سفيان عن الأعمش، ولمسلم طريق أخرى أيضا وهي من طريق ابن أبي شيبة،
عن ابن نمير، فالحديث صحيح وهذه الخصال التي ذكرت في الحديث نفاق أصغر وهي معاص لا
تخرج من الملة، وهي: الكذب في الحديث، الخلف في الوعد، الغدر في العهد، الفجور في
الخصومة:
إذا حدث كذب، وإذا وعد
أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر .
قال العلماء: إن هذه الخصال كل واحدة منها معصية من المعاصي، لكنها
إذا استحكمت وكملت في الشخص فإنها تجره إلى النفاق الأكبر الذي يخرج من الملة، أعوذ
بالله، لكن كل واحدة معصية، لكن إذا اجتمعت في شخص واحد واستحكمت وكملت جرَّته إلى
النفاق الأكبر، نعوذ بالله.
شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله
الراجحي