بسم الله الرحمان الرحيم
مع تطور وسائل وقنوات الاتصال بمختلف أنواعها وما تحتويه من مفيد وصالح ومن رديء وطالح، حيث إن العالم صار اليوم بواسطتها متشابك المصالح والمنافع، فقد فتحت نوع من الخطاب والحوار فيما بين الثقافات الإنسانية من اجل صلاحها وتعايشها على الوجه الأكمل.فأسهمت هذه الوسائل العصرية في تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر الناجمة عن الاختلافات القومية والفكرية والعقائدية وغيرها. ومن ضمن هذه الوسائل يأتي الانترنيت الذي أصبح من ضروريات العصر الحديث، حيث يحتل مساحة كبيرة من حياة الإنسان اليومية لدرجة انه صار الجليس والأنيس للكثير من الناس سواء في المنزل أم في مواقع العمل.
فالانترنيت يعتبر من المفردات الأساسية بالنسبة للحياة المعاصرة إذا استغلت استغلالا صحيحا و سليما بحيث يحقق من خلالها الإنسان مكاسب جمة تعود بالنفع المادي والمعنوي عليه وعلى مجتمعه. فهناك من المواقع الالكترونية ذات سمعة حسنة يستطيع الإنسان من خلالها تثقيفا نفسه وتنمية قدراته الفكرية والثقافية، وهناك بالمقابل مواقع ذات غش وتردي وتفسخ أخلاقي تتسبب في سرق هوية الإنسان وشخصيته الذاتية من دون أي التفات أو إدراك.
فمع الانتفاع بهذه الوسائل الحديثة لابد للإنسان من ضرورة الاهتمام و الالتفات إلى حقائقها ودقائقها،والتي قد تكون حقيقة أو مشوهة، لابد من التوجيه التربوي والأخلاقي والدعوة عبرها بجمع الكلمة وتوحيدها نحو طريق الحق والصواب، وان يكون الإنسان عبر هذه الوسائل رساليا على الدعوة للمثل والقيم الأخلاقية العليا التي مع شديد الأسف أصبحت اليوم مهددة بالانهيار نتيجة قوة ونشاط دول استكبارية شريرة تتحرك باتجاه التحلل من كل المبادئ والقيم، تتحرك لأجل القضاء على إنسانية الإنسان وطمس مفاهيمه ومعتقداته المقدسة تحفيزا لدواعي الإجرام ونشر الفساد والرذيلة.
والحمد لله رب العالمين